الرئيس نجيب ميقاتي: اللقاء والتلاقي قدر اللبنانيين
رئيسة “النادي الثقافي العربي” الاستاذة سلوى السنيورة بعاصيري : إقامة المعرض تأكيد على الإنتماء للعروبة المستنيرة
إفتتح رئيس حكومة تصريف الأعمال الاستاذ نجيب ميقاتي “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” في دورته الخامسة والستين عصر الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني في “سي سايد أرينا” في الواجهة البحرية لبيروت، وقال في كلمته المخصصة للحفل الافتتاحي:” إنّ اللقاء هو قدر اللبنانيين، خصوصا في هذه الظروف العصيبة التي نعيشها، وهو يوجِب على كلّ طرف التقدم خطوة بإتجاه الآخر والبحث عن مواطن التلاقي، في حياتنا الوطنية
وقال:” قد يستغرب البعض، في خضم الحرب المستمرة منذ شهرين في غزة وجنوب لبنان، أن نكون هنا لنحتفل بافتتاح “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب”، لكنّ الردَّ على هذا الاستغراب يأتي بديهيا وتلقائيا، فالمعرض الذي يُفتتح اليوم دورته الخامسة والستين، صمد رغم كل ما مرّ بلبنان من حوادث وحروب، خلال السنوات الماضية واستمرّ لأنّ اللبنانيّين يصرّون على النضال لتبقى بيروت عاصمة الثقافة والفكر والكلمة الحرة
وأضاف:” لقاؤنا اليوم يمثّل خير تجسيد للمقاومة الثقافية لكل الارهاب الذي يمثله العدوّ الاسرائيلي، فالكلمة كانت وستبقى الرد الاقوى والانبل على كل الحِمم التي يطلقها ضد جنوبنا الباسل حاصدا البشر والحجر، ومعرض بيروت للكتاب كان ولا يزال ملتقى للمساحاتِ المشتركةِ الكثيرة، وأهمُّها شهاداتُ الدم التي بذلَها اللبنانيون بأطيافهم كافّةً، ولا يزالون يبذلونها، من أجل حريتهم واستقلال بلدهم وسيادته
وإذا كانت أزمنةُ الرّخاء التي عاشَها اللبنانيون في حِقباتٍ من عمر الوطن قد وحّدت بينهم وجمعتْهم حول دولتِهم، فمن بابِ أوْلى أن توحِّدَهم المخاطر، كالتي نمرُّ بها اليوم، بحيث تصير كلُّ دعوةٍ إلى التباعد نزَقًا في غير محلِّه واستسلامًا غيرَ مبرَّرٍ أمام الصعوبات
وختم الرئيس ميقاتي بتوجيه التحية للنادي الثقافي العربي على الجهد المبذول للابقاء على هذه الاحتفالية السنوية بالكتاب، فبيروت ستبقى منارة مضيئة اليوم وفي كل يوم
كلمة الاستاذة سلوى السنيورة بعاصيري
ألقت رئيسة النادي الثقافي العربي السيدة سلوى السنيورة بعاصيري كلمة بإسم النادي أكدت فيها أنّ “اللقاء بمهرجان الفكر والعقل الذي ينظمه النادي منذ عام 1965 في دورته 65 في خضم جنون آلة القتل والدمار، حيث تجتاح قطاع غزة وتنفذ الإبادة الجماعية والتهجير والتطهير العرقي، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي رفع في أعقاب الحرب العالمية الثانية شعار: “إذا كانت الحروب تبدأ في عقول البشر، ففي عقل البشر يجب أن تبنى أصول السلام “. وهذا هو التحدي الكبير
وقالت :” لقد آمن النادي الثقافي العربي، الذي يكاد يكمل سنواته الثمانين بأهمية السلام العالمي المبني على القيم الإنسانية وفي مقدمها حق الشعوب في تقرير مصيرها، وبناء دولها على قواعد السيادة والعدل والحرية والديمقراطية، كذلك آمن النادي الثقافي العربي بأن حصون السلام تبنى عبر الارتقاء بوعي الفرد والجماعات على مسارات تحقيق إنسانية الإنسان، وبأن السلام يدعم بالنضال الفكري من أجل تجذير ركائزه
وأضافت:”لايزال النادي الثقافي العربي يناضل من أجل الإسهام في تحقيق السلام العادل والشامل والنهوض الحضاري والثقافي في لبنان، ولجميع إخوتنا في العروبة والإنسانية، ولاسيّما لأبناء فلسطين الأبيّة والمكافحة، محافظاً على نهجه وقناعاته لكسب معركة العلم والمعرفة والحضارة الإنسانية
وتابعت:”إحتفل اللبنانيون بعيد الإستقلال الثمانين في ظل ظروف وتحديات ومخاطر بالغة الدقّة والصعوبة، وهم بالرّغم من كل ذلك مستمرّون ومتمسّكون باستقلال بلدهم وسيادته وبحريّاته وبنظامه الديموقراطيّ، وهكذا سيظلّ الاستقلال عنوانَ وحدتهم وإرادتهم الجامعة وإصرارهم على تعزيز بناء دولتهم والتمسّك بدورهم القائم على ما اتّفق عليه اللبنانيّون في مؤتمر الطائف، وعلى حسن واستكمال تطبيقه، وهم متمسّكون بالدولة السيّدة والحرّة والمستقلّة، دولة القانون والمؤسّسات التي تقوم على قيم الحق والحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة والنّزاهة والسّلام والعيش الواحد الآمن، وعلى هذه الخلفية، يقيم النادي معرض بيروت العربي الدولي الخامس والستين للكتاب، وهو في هذا الظرف العصيب بالذات يؤكد على صود الكلمة في وجه صلف الآلة العسكرية الغاشمة، وما تمسكه بإقامة معرضه السنوي، إلا تمسكا بدور وإرادة حازمة منذ البدايات، دور الريادة الفكرية للبنان والاشعاع الثقافي للعاصمة بيروت، وعليه ليس تنظيم المعرض اليوم مغامرة في غير أوانها ولا تغريدة خارج هموم الناس واولوياتهم، بل هو نوع من أنواع النضال الذي يتوسل المعرفة، ويخاطب العقل، ويفتح أبواب الحوار، ليتمكن صاحب الحق من تظهير حقه في عالم يضج بالتحولات والتحديات، لقد إقترن اسم لبنان أكثر ما اقترن بالكتاب الذي يبقى الجامع بين مختلف الأطراف بعد ان تكاثرت طقوس الفرقة، إلا أن الكتاب سيبقى شاهداً على دور لبنان ومدينيته الإنسانية
وقائع الافتتاح
تمّ الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء المدنيّين والصحافيّين الذين سقطوا جرّاء العدوان الصهيونيّ على غزّة وجنوب لبنان، تبِع ذلك تقديم أمينة سرّ النادي الثقافي العربي السيدة نرمين الخنسا للحفل، حيث قالت:” في زمنِ الحقِ المسلوبِ والضميرِ الغائبِ والعدالةِ العمياء، في زمنِ الظلمِ والوحشيةِ والحقدِ والقهر، نطوي مساحاتِ الجراحِ ونتحامَلُ عليها لنعيدَ توضيبَ الذاتِ وننطلقَ نحو أُفقٍ أكثرَ عدلا ونبلا وجمالا،أفقٌ رَسمَ ملامِحَهُ النادي الثقافي العربي منذ خمسةٍ وستين عاما، يومَ أبى إلاّ أنْ يكونَ لبيروت علامةٌ ثقافيةٌ فارقة، لتبقى بيروت عاصمةَ الثقافةِ وعاصمةَ الحرفِ والضوءِ والإبداع
وأعلنت الخنسا عن نتائج المباراة التي نظّمها النادي الثقافي العربي خِصّيصًا لهذه الدورة، وأقيمت ما بين طلاّبِ الجامعاتِ، وتمحورتْ حول أجملَ ملصقٍ في حُبِّ الكتاب. وقد شارك في هذه المباراة مائة وواحد وعشرون طالب من الجامعات الأُوّل في لبنان، وأشرفتْ عليها لجنة تحكيم من أصحاب الإختصاص، حيث تأهّل في التصفيات الأولى، ثمانية وثلاثون طالباً للفوز، وتُعرَض أعمالهم في جناح خاص بهم في معرض الكتاب
وفي التصفيات النهائية فاز أربعة طلاب، إثنان منهما حلّا في المرتبة الثالثة، وفاز بالمرتبة الأولى: سارة وسيم فقيه(500 دولار)، والمرتبة الثانية: بثينة رضى أبو علي(400 دولار)،والمرتبة الثالثة توزعت ما بين: كندة طعان الصايغ(200 دولار)، ومحمد مزهر(200 دولار)
وجرياً على عادته وتقديرًا منه للإبداع والتطوير والتحديث في صناعة الكتاب شكلا ًومضموناً، نظّم النادي الثقافي العربي مباراة حول أفضل إصدار – تصميمًا وإخراجًا وطباعةً، ووزّعت شهادات تقدير على الفائزين، وقد فاز بالمرتبة الاولى لفئة الكبار مجلة بيروت الأدبية والفنية – العدد 10 بعنوان ” المال “، صادرة عن الجامعة الأميركية – بيروت، بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون. تأليف: مجموعة كتّاب. تصميم وتنفيذ: آية القاطرجي، دالا تقي الدين، لولوة شهاب
المرتبة الثانية: فاز بها كتاب “المدمن تميم متلج ” تأليف:الإعلامي منير الحافي، إصدار: دار النهار للنشر، تصميم وإخراج أليز بشعلاني أبو عيسى
أفضل إصدار – تصميمًا وإخراجًا وطباعةً لفئة الاطفال، ناله كتاب:” إلى أين يا قمر” تأليف: أمل ناصر، رسوم: سالي سمير إشراف:هاجر التاروتي، إخراج فني: مواهب يونس،إصدار: دار رمانة، وحكاية قمر دار نشر وتوزيع
فعاليات اليوم الأول بعد الإفتتاح
أقيمت ندوة بعنوان “اللحظة القومية العربية” شارك فيها كل من الوزير السابق شارل رزق والقاضي زياد شبيب
وقد أشار القاضي شبيب إلى ” أن الكتاب في الحقيقة هو دراسة تشمل كل التاريخ العربي، مرورًا بكل حقبات التاريخ الإسلامي والعربي، وصولاً إلى انتهاء الاستعمار”. وشكر القييمين على النادي الثقافي العربي لاسيما في الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان
من جهته، لفت الوزير السابق شارل رزق إلى أن ثروة الناس وحريتهم ونشر الثقافة في العالم العربي، هي خط أحمر، مبديا خشيته من أن يكون لبنان قد ابتعد عن ما هو وارد في مقدمة الدستور ولا سيما الفقرة (ب) التي تتحدث عن انتماء لبنان العربي
كذلك أقيمت جلسة قراءات في شعر “عاشق بيروت نزار قباني بمناسبة مئة عام على ولادته” قدمتها السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، على انها لقاء مع عاشقين لمنارة الثقافة بيروت حباً بها ووفاءً لها الغائب الحاضر نزار قباني والحاضر بقوة التأثير والالهام رفعت طربيه. وأداها المسرحي رفعت طربيه، متناولاً مختارات من ديوان بلقيس وقصيدته يا ست الدنيا يا بيروت. بالإضافة إلى ندوة حول كتاب” الحقيقة الكاملة والحروب المتكررة” تحدّث فيها كلّ من: النائب السابق ومؤلف الكتاب نجاح واكيم، الشاعر غسان مطر والصحافي سعد محيو
وأقيمت أيضا ندوة حول كتاب:”مطعم فيصل ذاكرة مكان“، شارك فيها كل من: الوزير السابق كرم كرم، د. ليليان قربان عقل، وإيمان عبدالله. أدار الندوة الاستاذ سليمان بختي













