أطلق النادي الثقافي العربي معرض الكتاب عام 1956. وأقيمت دورته الأولى في23 نيسان / ابريل 1956، في قاعة وست هول بالجامعة الأميركية في بيروت. تنقل موقع المعرض بعدها بين قصر الأونيسكو، وجامعة بيروت العربية، وصولاً القاعة الزجاجية لوزارة السياحة في شارع الحمرا عام 1974. ومع الاقبال الكثيف الذي ضاقت به تلك القاعة، انتقل الى أكبر قاعات المعارض، في ساحة الشهداء، ومن بعدها الى قاعة اكسبو بيروت سنتر هوليدي إن، ليستقر منذ العام 2004 في مركز بيال للمعارض – واجهة بيروت البحرية.

انتظم عقد المعرض دون انقطاع على مدى السنوات الـ67 منذ انطلاقته، وقد أعطى بيروت حقها كعاصمة للكتاب العربي، ولصناعة الكتاب التي تعتبر من الميزات التفاضلية للنشاط الثقافي اللبناني على صعيد المنطقة. لذا لم يكن المعرض يوماً سوقاً لبيع الكتب، بل كان واحةً للأفكار المتنوعة ومهرجاناً ثقافياً، تنظم في إطاره نشاطات ثقافية متنوعة، من محاضرات وندوات ولقاءات وأمسيات شعرية وموسيقية واعلامية وتكريم العديد من المفكرين والأدباء والشعراء على امتداد العالم العربي.

يشترك في فعاليات المعرض سنوياً المؤسسات الثقافية الرسمية لعدد من الدول العربية والأجنبية وحكماً تلك التابعة للجمهورية اللبنانية، إضافة إلى العشرات من دور النشر العربية والأجنبية وأكثر من مئتي دار نشر لبنانية. ويؤمه الآلاف من الزوار يومياً من بينهم طلاب المدارس والجامعات، ورجال السياسة والاقتصاد والثقافة والأدب والفن والاعلام. هذا عدا عن الحلقات الحوارية التلقائية التي تدور في مختلف أركان المعرض حيث يشارك الشباب في الحوارات المنتجة للمعرفة والباعثة للأمل.