شهدت فعاليات اليوم التاسع للمعرض، حركة زوّار لافتة تميّزت بمشاركة تلامذة المدارس في الفترة الصباحية.كما أقيم النشاط الخاصّ بالأطفال وورشة حكي “محاكمة طيور بريئة” و”السلاحف تنظف الشواطئ ” إضافة إلى مسرحية “حكاية للأطفال” في الفترة المسائية
وكان النادي الثقافي العربي قد خصّص النشاط الثقافيّ لليوم التاسع، بندوات عدّة، أبرزها ندوة حول “رضوان الشهال بمناسبة مرور 30 سنة على رحيله” تحدّث فيها كل من شوقي ساسين والدكتورة جمانة الشهال تدمري
ساسين قال :”إن طرابلس هي عاصمة لبنان الثانية وكان الشهال من أبرز عناوينها وغذّى علومه من مدارس عدّة في طرابلس وكان قوميًّا عربيًّا ومُلهمًا لمدينة الثقافة طرابلس، ومتعدّد المواهب. فهو صحافي وعازف عود وفنّان ورسّام، وقد ترشّح للإنتخابات، وهو صاحب مقولة “إنّ اللمعة الإبداعية هي التي تنقل الفنان من مكان إلى آخر، وكان من المتفوقين في اللغة العربية في مدرسته
أمّا الدكتورة تدمري فقالت:”إن إسمه كبير وتاريخه الثقافي يُشرّفنا جميعًا، فقد بدتْ عليه علامات التميُّز منذ صغره، وألقى أول كلمة له في صيدا عام 1929 وكان يبلغ من العمر 15 سنة، وكان يتمتع بإنتمائه الوطني، وعاصر شخصيات مهمة، مثل بشارة الخوري ورياض الصلح وكريم مروة، ولم يكن يمرّ أي كتاب في ذلك الوقت، إلا ويكون له بصمة فيه
كما نظّم النادي بالتعاون مع دار النهضة العربية ندوة بعنوان:”قصائد إلى غزة” قدّمها الشعراء:عباس بيضون، لين نجم،حسن المقداد، محمد ناصر الدين ومحمود وهبة
تخلّل الأمسية التي قدّمها ناصر الدين قصائد عدّة، فتلت لين نجم قصيدة بعنوان”ما جهاد الجنوب”، وقرأ المقداد قصيدتين الأولى بعنوان “موت مجنّح” والثانية بعنوان “الأقدار”.أمّا بيضون فقرأ “ليست حرباً” و”عالم بلا عينين” بينما تولّى وهبة تلاوة عدد من قصائده
وأقامت دار أبعاد تكريمًا للكاتب والصحافي الراحل طلال سلمان، تحدّث فيه كل من:وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القيادي الفلسطيني صلاح صلاح، حسن خليل،عباس بيضون، وداد حلواني، والدكتور كامل مهنّا. قدّمته نوال الحوار
بو حبيب تحدّث عن معرفته وعلاقته بالراحل، واصفًا إيّاه بأنه نادٍ ثقافي بحدِّ ذاته، حيث كنا بموقفين مختلفين عندما إلتقينا حول تاريخ لبنان، لكن ذلك لم يُفسد في الودّ قضية، لأننا نتقاسم أفكارًا، فكلما بنينا جسورًا كلّما ساهمنا في بناء الثقافة والقيم، وقد شاركتُ مع طلال في الكثير من القناعات، لأننا لم نكن مؤمنين بمبدأ إلغاء الآخر، وكان تفكيرنا مُتقاربًا. واليوم نستذكره كقيمة إنسانية حوارية للتطور والتقدم
أمّا القيادي صلاح صلاح فقال:”كنا نعيش مرحلة الأمل والنهوض القومي العربي، في ظل قيادة عبد الناصر بصيغ مختلفة. وكان يطول النقاش بين الصحافيين البارزين، حول دور الإعلام في فضح مشاريع الولايات المتحدة ومخاطرها على مستقبل قضية فلسطين، إلتقينا مع طلال في ظروف صعبة ومأساوية ، وكانت فلسطين هاجسه الكبير وإلتزامه القومي
بدوره، الكاتب عباس بيضون ألقى شِعرًا ثمّ تحدّث عن مسيرة “السفير” مع طلال سلمان التي إستطاعت أن تكون قادرة بإيمانها أن تحمل جيلا جديدًا بتطلعاته، حيث بقي هو سفيرنا الهائل حتى بعد غيابه
حسن خليل قال :”إن الكلام عن طلال سلمان في غيابه صعب جدا، فإنْ تحدّثنا عن الأخلاق فقد كان دمثاً، وكان شخصية مُحبَّبة. وإن جادلتَ أفكاره فستكون دومًا في إمتحان إثبات الذات، هكذا بدأت المعرفة من باب الثقافة وسفيرها وربّانها ، لقد كان لنا تعاون في إصدار مجموعة من الكتب تحمل إسم كتاب “السفير” لمجموعة من الكتّاب والمفكّرين
الدكتور كامل مهنا لفت إلى أن “السفير كانت بوجوده على رأسها، منبرًا فلسطينيًا بإمتياز، ورغم كل ما أصيبت به الأمّة من هزائم بقي محكوما بالأمل، ولم يكن طلال سلمان ينتظر أملا ساذجًا، إنّما الأمل المسلّح، ومن أجل ذلك كان يجنّد الأمل صفحات الجريدة
من جهتها، قالت وداد حلواني: إنَّ جريدة السفير نجحت في عددها الأول بإزاحة جريدة اليومية المعتادة وحلّت مكانها لتلازمني على مقاعد الدراسة، ثم لترافقني طوال أيامي، لقد شدّتني صفحاتها وأسَرتني زواياها، فالأستاذ طلال أفسح لنا المجال لإقامة ندوة حوارية حول موضوع مفقودي حرب لبنان عبر مشاركة السفير في فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب عام 2010 ، وكان آخر لقاء معه عندما شرَّفَنا بزيارة معرض خط زمني في قاعة المعارض في جريدة السفير
وكانت رسالة للدكتورة فاديا كيوان تلتها نوال الحوار أكّدتْ فيها أنَّ طلال سلمان و”السفير” وجهان لعملة واحدة، وجه لبنان العربي وحكاية فلسطينية، وسلّم الحداثة ومحاولاتها المجبولة برمل الصحراء ومُدن الملح
إلى ذلك، نظّمت دار النهار مناقشة لكتاب “التلفزيونات والمصارف هل أطفأت ثورة 17 تشرين” للصحافي محمد بركات أدارها القاضي زياد شبيب وشارك فيها إلى جانب بركات، كلٌّ من الصحافيّين وليد عبود، بسّام أبو زيد وراشيل كرم
عبود رفض مبدأ إطفاء الكاميرات خلال ثورة 17 تشرين، مؤكدًا أنّ دينامية التغيير كانت قوية جدًا لدى اللبنانيين خلال الإنتخابات ومن المبكر محاسبة نواب التغيير
أبو زيد سأل بركات عمّا إذا كان مقتنعا بعنوان الكتاب؟ مُشيرًا إلى أنَّ أجندة التلفزيونات تغيّرت بعد ثورة 17 تشرين، رافضًا مبدأ تحميل الإعلام المسؤولية، مُؤكدا حصول إتصالات لوقف البث والنقل المباشر لوقائع ما كان يجري
أمّا كرم فقالت: إنّ وسائل الإعلام وخصوصًا التلفزيونات، ليست جمعيات خيرية، كما يعتقد بعض النّاس، مُشيرة إلى أنّ ثورة 17 تشرين لم تكن مُوحَّدة ، مُؤكِدة أنّ للمراسل الميداني دورًا أساسيًّا في نقل الأحداث
وكانت مداخلة لربيع الهبر أكّد فيها أنّ التلفزيونات لا تصنع ثورة، وإنّما تنقل الصوت فقط، وعلى النّاس التحرُّر من السلطات السياسية
ونظّم دار نلسن ندوة بعنوان “محمد شامل رائد المسرح الشعبي” تحدث فيها محمد كريّم وقدّمها سليمان بختي
ونظمتْ دار سائر المشرق مناقشة “أوراق من دفتر العمر:”سيرة مناضل يساري” للكاتب محمد وديع، تحدّث فيها كلّ من: الدكتور توفيق الهندي، حسين حرب، القيادي السابق في منظمة العمل الشيوعي محمد فرّان، وأدارتها المحامية نادين فرغل
الهندي تحدّث عمّا أسماه القبائل والإقطاع في لبنان، حيث يتشابه كلّ الزعماء في أعمالهم وتصرفاتهم، مُستعرضًا مضمون الكتاب الذي يتناول طبيعة العمل السياسي في مراحله السابقة والذي يُجسد سيرة وطن
أمّا حرب فعرض لمراحل عدّة تضمّنها الكتاب، ولا سيّما منها أنَّ لبنان الزمن الجميل كان واعدًا وفق رؤية صاحب الكتاب الذي حاول نقل تجربته في العمل السياسي والحزبي وكيف تحمّل كل المآسي والويلات التي مرّ بها وبقي مناضلا
بدوره، لفت فرّان إلى صدقية وديع في كل ما طرحه، حيث عرض قناعاته كما هي، وبقي وديعًا وليس وضيعًا، مُشيرًا إلى أنّ المراحل السابقة في العمل الشيوعي ليست كما هي الآن


































